الكنائس: نرفض مادتى الزكاة وصون “الذات الإلهية”

الأحد 23 سبتمبر 2012

عقد ممثلو الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية فى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، اجتماعًا أمس بالمقر البابوى  بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، برئاسة الأنبا باخوميوس– القائم مقام البطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية- وحضور الدكتور صفوت البياضى، والأنبا يوحنا قلته- المعاون البطريركى للكنيسة الكاثوليكية- والمستشارين إدوارد غالب ومنصف سليمان.

وقالت مصادر مطلعة، إن الاجتماع انتهى إلى رفض إضافة مادة تؤكد مرجعية الأزهر فى تفسير الشريعة الإسلامية، مع إضافة نص يضمن حق غير المسلمين للاحتكام لشرائعهم فى الأحوال الشخصية.

فيما أكد الدكتور صفوت البياضى، رئيس الكنيسة الإنجيلية، وممثلها فى اللجنة التأسيسية، أن الاجتماع ناقش ما تم اقتراحه من مواد داخل اللجنة التأسيسية للدستور منها: الإبقاء على المادة الثانية من الدستور كما هى عليه فى دستور1971، مع إضافة مادة جديدة تنص على أن يكون لغير المسلمين حق الاحتكام إلى شرائعهم.

كما اتفق الحاضرون على رفض مواد “الذات الإلهية“، فهى مصونة بطبيعتها، وكذلك مادة “الزكاة” لوجود الضرائب، مؤكدًا أن الموقف النهائى للكنائس سيعلن عقب لقائهم بشيخ الأزهر غدًا الاثنين.

http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=47594

3 responses to “الكنائس: نرفض مادتى الزكاة وصون “الذات الإلهية”

  1. وأخيرا فالكل يعرف من هو “محمد” صلى الله عليه وسلم ..وكيف رفع الله به أقواما من الظلمات إلى النور ومن الجاهلية إلى الحضارة والتقدم وكيف أحبه أصحابه وأتباعه..بل كيف نال إحترام أعدائه حتى الآن وكيف أثر في العالم …وكيف…. وكيف …
    جاء في موسوعة الحضارة للمؤرخ الشهير “وول ديورنت”:
    وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمداً كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله، وقل أن نجد إنساناً غيرة حقق كل ما كان يحلم به.
    (موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 13 ص 47 الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص4477 الرابط
    http://www.civilizationstory.com/civilization).
    وأختتم هذا الكلام عن عظمة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بكلام مايكل هارت في كتابه العظماء مائة وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم فقال :
    ( إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه كان ( أي محمد) الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي ) أ . هـ
    و يقول توماس كارلايل -1840م- ( الكاتب والمؤرخ والفيلسوف الإنجليزي المشهور ) مبينا الشبهات التي يروجها أعداء الإسلام الحاقدين : ” إن الأكاذيب التي أثارتها الحماسة الصادرة عن حسن نية حول هذا الرجل ( أي محمد صلى الله عليه وسلم ) لا تشين إلا أنفسنا ”
    هل أخذ هذا الرجل رشوة عام 1840 للدفاع عن النبي؟
    يقول توماس كارلايل في ( ص 88 ) من كتابه ” الأبطال وعبادة الأبطال ”
    ” محمد مزورا ومحتالا أو مشعوذا ؟؟ كلا ! ثم كلا ! إن هذا القلب الكبير المفعم بالعاطفة الجياشة الذي يغلي كمرجل أو مَوقِد هائل مـن الأفكار ، لم يكن قلب محتال أو مشعوذ ” .
    يقوله القس ” بوزوورث سميث ” ( Bosworth Smith ) :
    ” لقد كان رئيسا للدولة ولجماعة تدين بنفس العقيدة ، لقد كان يجمع سلطة ومقام قيصر والبابا معا ، ولكنه بابا بدون خيلاء البابا وغروره ، وقيصر بلا فيلق أو حشوده وبلا جيش عامل ولا حارس شخصي ولا قوة من الشرطة ولا دخل ثابت . لو أن ثمة رجل كان له الحق في أن يدعي أنه يحكم بالحق الإلهي فقد كان هذا الرجل هو محمد . فقد كانت معه جميع السلطات من غير أن يكون معه ما يدعمها أو يحافظ عليها . وقد كانت بساطة حياته الخاصة متطابقة ومنسجمة مع حياته العامة ” .
    يقول ” كارلايل ” في كتابه ” الأبطال وعبادة الأبطال ” :
    ” لقد كان ( محمدا ) رجلا فقيرا ، شديد الكدح ، غير قادر على الإعالة ، لا يهتم بما يجتهد في طلبه الرعاع أو السوقة . وفيما أرى فإنه لم يكن امرؤ سوء ، ولم يكن طالب شهوة من أي نوع ، وإلا ما وقره هؤلاء الرجال الوحشيين . الذين قاتلوا وخاضوا الملاحم طوع أمره خلال ثلاث وعشرين سنة ، وهم في ذلك وثيقوا الصلة به دائما ، كل هذا التوقير !
    ” لقد كانوا رجالا وحشيين يندفعون بين الفينة والفينة بقوة إلى التشاجر وكل ألوان التشاحن العنيف . وما كان يستطيع أي رجل أن يقودهم بدون أن يمتلك القيمة الأخلاقية والشجاعة .
    أو إنكم لتعجبون كيف دعوه واعتبروه نبيا ؟
    أو لم يقف وسطهم ظاهرا لهم يواجهونه ويخاطبونه بلا حاجب بينه وبينهم ، غير محاط بأي سر من الأسرار الدينية أو غموض . فكان يرى وهو يرقع ثوبه ويصلح نعله ، ويقاتل ويستشير ويصدر الأوامر وهو بينهم . فلا بد أنهم أدركوا أي نوع من الرجال كان .
    ولتسمه ولتدعه ما تشاء ! إنه لم يطع إمبرطورا جليلا متوجها مثلما أطيع هذا الرجل في ثوب رقعه بنفسه .
    وإنني لأجد أن خوضه ثلاثة وعشرين عاما من التجارب الحرجة الصعبة يستلزم بالضرورة نوعا من البطولة الحقيقية ” .
    وأقول للمسيحي البسيط “إختر طريقك”
    قال الله ( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)الأنعام
    إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبدا لم يدعو لعبادته كعادة الأنبياء الكذبة على مر التاريخ لكن لقد بدأ دعوته يقول أنه نبي رسول من عند الله وإنتهت حياته بعد 23 عاما من الكفاح وهو على نفس العقيدة ..ودعا إلى أن المسيخ بن مريم “رسول قد خلت من قبله الرسل” كما قال القرآن وهو هو القرآن لم يطلب للنبي محمد إلا ما طلبه للمسيح…يقول القرآن عن النبي محمد {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
    وهكذا ذهب الأنبياء فما هم إلا بشر .. وبقي دين الله …بقي الإسلام !
    وسيبقى الإسلام الدين الوحيد الذي يأمر بعبادة الله أحد ..الله الصمد…الذي لم يلد ..ولم يولد …ولم يكن له كفئا أحد !
    وأرجوك لا يكن لسان حالك ” َقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ؟! . وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ”
    فمازال الإسلام لا يطلب منكم إلا ما طلبه منكم المسيح والأنبياء قبله
    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران : 64 )
    هذه هي دعوة نبينا
    فهل فيها شك أو ريب ؟!
    ويقول توماس كارلايل :
    ” إن رسالة هذا الرجل ( محمد صلى الله عليه وسلم ) إنما هي صوت نابع من الفطرة . إن الناس يصغون وينبغي أن يصغوا إلى هذه الفطرة كما لم يصغوا إلى شيء آخر . فكل شيء آخر بالمقارنة لها إنما هو لغو .. ” .
    أشهد أن لا إله إلا الله
    وأشهد أن محمد رسول الله
    إنتهى
    قال تعالى
    قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ص
    وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)غافر
    المصادر:
    (1) السيف بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم – وكتب ومقالات د. حبيب عبد الملك
    (2) تعدد زوجات الرسول – د.حبيب عبد الملك
    يمكنك تحميل مقالات الدكتور حبيب جزاه الله خيرا وبارك فيه
    من هنا
    http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=3&book=237
    (3) كتب الشيخ أحمد ديدات –محمد المثال الأسمى ومحمد الرسول الأعظم
    (4) مقالات الأخوة والباحثين في منتدى الجامع والفرقان وبن مريم ومصادر أخرى قد ذكرت في موضعها
    بواسطة أخوكم الفقير إلى عفو خالقه : مجاهد في الله almojahed_fe_alla@yahoo.com
    نرجو منكم الدعاء ليقول لك الملك ولك مثله ! وهدى الله النصارى إلى الصراط المستقيم آمين !
    اللهم إهدنا وأهد بنا وأجعلنا سببا لمن إهتدى آمين

  2. محمد العبد الكريم
    يقول المفكر الإنجليزي برنارد شو عن حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: ” ما أحوج العالم إلى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة “.
    إن من أهم سمات ديننا وشرع ربنا: الاختصار والاقتضاب، وحمل المعاني في صورة كلمة محدودة أو كلمات معدودة؛ تمتد عبر الزمان والمكان: بمفهومها وبإيمائها وبإشارتها وبمقتضاها…إلى فضاء اللا محدود من المعاني.
    في قوله تعالى على سبيل المثال: (ولا تقل لهما أف) فالملفوظ كلمات معدودة، والمسكوت عنه معانٍ تتناول كل أنواع الأذى وهذا ما يُسمى بالتنبيه بالأدنى على الأعلى: أي دون الحاجة لذكر النهي عن الضرب والشتم، فهي معلومة ضرورية لكل مبتدئ باللغة: إنها من باب أولى، فهو اختصار لكنه يحمل من “عمومه المعنوي” ما “يستغرق” الأذى والاعتداء.
    لقد كان من صفاته عليه الصلاة والسلام أنه أوتي جوامع الكلم واختصرت له الحكمة اختصاراً، بل كان ينهى عن التكلف والتقعر والتشدق في الكلام وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه في الحديث الذي رواه مسلم: (هلك المتنطعون قالها ثلاثاً: المبالغون الأمور).
    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل البقرة).
    وعقد النووي -رحمه الله- في رياض الصالحين: باب كراهية التقعير في الكلام والتشدق فيه وتكلف الفصاحة واستعمال وحشيّ اللغة ودقائق الإعراب في اللغة. إن استطلاع الشريعة يدل بكل تأكيد على منحى الاختصار في الكلام والعلاج بالإيجاز في الحديث ما أمكن، وفي وصية النبي عليه السلام لجرير بن عبد الله البجلي يتأكد هذا المعنى حين يقول له: (يا جرير: إذا قلت فأوجز، وإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف).
    فالمبالغة في الكلام والثرثرة لا تدل في الغالب إلا على غشاوة الفكرة التي يُراد إيضاحها فلا يُستطاع إلى إيصالها إلا بكلام كثير يزيد الغبار ويحفر في البحر ولا يحقق للقارئ إلا نتائج رمادية أو ضبابية، هي كما يُقال: تحصيل حاصل، في حين اختزال المعاني في كلمات معدودة يدل على وضوح ماذا نريد على وجه التحديد.
    من جانب آخر فإن تحقيق نتائج ذات مستوى متقدم يتطلب عملاً جيداً خير من كلام جيد، فلو كنا نسعى إلى تحقيق مستوى متقدم من التآلف وجمع القلوب، فإن في سيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- كلاماً قليلاً وعملاً جباراً كثيراً تحقق في صور كثيرة، من أدلها زواجه عليه الصلاة والسلام من قبائل مختلفة استطاع من خلاله أن يقلل الشحن النفسي ضد الدعوة، فللزواج بعد آخر لا يقف عند حدود العلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا المعنى يجب أن يتجلّى في سيرة رموز “الصحوة ” على وجه الخصوص.
    فنحن نجد اليوم في سيرة بعض السياسيين زواجاً لا يمكن تفسيره هكذا دون أن نستبطن من ورائه مصالح ” عُليا ” قد تكون شخصية، لكنها في كل الأحوال تخفي ورائها أبعاداً مختلفة.
    وعلى كل حال يجب ألا نعتمد في فلسفة شخصياتنا على غرس الإكثار من الأحاديث والمقالات والكتابات المطولة والخطب المطولة والحوارات… دون أن يكون لها رصيد تطبيقي واضح، ورضي الله عن ابن مسعود القائل: ” كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلم ما فيهن من العلم والعمل” . فالاتجاه إلى العمل والإنجاز يجب أن يكون فورياً غير مؤجل مسبوقاً بقدر من التخطيط في زمن محدود؛ حتى ولو كان العمل كمياً فإنه يحقق “الكيف” على المدى الطويل، لاسيما إذا أُتبع بالبحث والتطوير والتجديد.
    كما يجب أن تتميز شخصيات الدعاة والخطباء والمحاضرين… بعمق اللفتات اللفظية التي توجز وتحدّ من الإسهاب. وهذا التميّز بلا شك يستدعي عملاً علمياً “وفنياً ” في مؤهلات الداعية.
    وللحقيقة ؛ فإننا قد مَلِلنا من وقوف كثير من الدعاة في المساجد وعلى منابر الجمعة… يتحدثون أمام الناس فيسهبون في التذكير دونما احترام لأداء الرسالة، ولولا الوجوب الشرعي في الحضور والاستماع لما رأيت سامعاً أو حاضراً لأكثر الذين يخطبون وفي جعبتهم الهاجس الأمني والمصلحة الشخصية التي صارت فوق كل اعتبار؛ مما بدّد طاقتهم وتركيزهم في درء احتمالات نسبتها واحد في المليون .
    هؤلاء يجب يدركوا أن مساحة المتاح والممكن أوسع مما أوهمهم به الشيطان، ولو أتعبوا أنفسهم قليلاً في تطوير أدائهم الفني لرسالة الجمعة، وأتبعوا ذلك توسعاً في المعلومات لأمكن من خلالهم تحقيق إنجازات في مجالات مهمة وحساسة، لكن الحق أن أكثرهم ربما يلحظون الجانب الشخصي لهم ويلبسونه ثوب المصلحة الشرعية، وهكذا تدور الأيام ويحسبون أنهم مهتدون

  3. فاغليري
    [ 1 ]
    “… كانت حملة كبيرة على سوريا رهن الإعداد، عندما أسكت الموت إلى الأبد صوت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان قد أحدث هذه الهزة العميقة في تلك القلوب كلها، والذي كان مقدرًا له أن يستهوي عما قريب شعوبًا أخرى تقيم في مواطن أكثر إمعانًا في البعد. وكان في السنة الحادية عشرة من الهجرة”(1).
    [ 2 ]
    “كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتمسك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة. لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا اعتقادًا منه بأن الزمن سوف يتم عمله الهادف إلى هدايتهم وإخراجهم من الظلام إلى النور.. لقد عرف جيدًا أن الله لابد أن يدخل آخر الأمر إلى القلب البشري”(2).
    [ 3 ]
    “حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببعض التهم المفتراة، لقد نسوا أن محمدًا كان قبل أن يستهل رسالته موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته. ومن عجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل كيف جاز أن يقوى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تهديد الكاذبين والمرائين، في بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك ـ وحاشاه ـ رجلاً كاذبًا؟ كيف جرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه، وهو الرجل ذو الفطرة البسيطة، حثًا موصولاً؟ كيف استطاع أن يستهل صراعًا كان يبدو يائسًا؟ كيف وفق إلى أن يواصل هذا الصراع أكثر من عشر سنوات، في مكة، في نجاح قليل جدًا، وفي أحزان لا تحصى، إذا لم يكن مؤمنًا إيمانًا عميقًا بصدق رسالته؟ كيف جاز أن يؤمن به هذا العدد الكبير من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه، ويدخلوا في الدين الجديد ويشدوا أنفسهم بالتالي إلى مجتمع مؤلف في كثرته من الأرقاء، والعتقاء، والفقراء المعدمين إذا لم يلمسوا في كلمته حرارة الصدق ؟ ولسنا في حاجة إلى أن نقول أكثر من ذلك، فحتى بين الغربيين يكاد ينعقد الإجماع على أن صدق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عميقًا وأكيدًا”(3).
    [ 4 ]
    “دعا الرسول العربي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصوت ملهم باتصال عميق بربه، دعا عبدة الأوثان وأتباع نصرانية ويهودية محرّفتين على أصفى عقيدة توحيدية، وارتضى أن يخوض صراعًا مكشوفًا مع بعض نزعات البشر الرجعية التي تقود المرء إلى أن يشرك بالخالق آلهة أخرى…”(4).
    [ 5 ]
    “… إن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ طوال سنين الشباب التي تكون فيها الغريزة الجنسية أقوى ما تكون، وعلى الرغم من أنه عاش في مجتمع كمجتمع العرب، حيث كان الزواج، كمؤسسة اجتماعية، مفقودًا أو يكاد، وحيث كان تعدد الزوجات هو القاعدة، وحيث كان الطلاق سهلاً إلى أبعد الحدود، لم يتزوج إلا من امرأة واحدة ليس غير، هي خديجة [رضي الله عنها] التي كانت سنّها أعلى من سنّه بكثير، وأنه ظل طوال خمس وعشرين سنة زوجها المخلص المحب، ولم يتزوج كرة ثانية، وأكثر من مرة، إلا بعد أن توفيت خديجة، وإلا بعد أن بلغ الخمسين من عمره. لقد كان لكل زواج من زواجاته هذه سبب اجتماعي أو سياسي، ذلك بأنه قصد من خلال النسوة اللاتي تزوجهن إلى تكريم النسوة المتصفات بالتقوى، أو إلى إنشاء علاقات زوجية مع بعض العشائر والقبائل الأخرى ابتغاء طريق جديد لانتشار الإسلام وباستثناء عائشة ـ رضي الله عنها ـ، ليس غير، تزوج محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من نسوة لم يكنّ لا عذارى، ولا شابات، ولا جميلات، فهل كان ذلك شهوانية؟ لقد كان رجلاً لا إلهًا. وقد تكون الرغبة في الولد هي التي دفعته أيضًا إلى الزواج من جديد؛ لأن الأولاد الذين أنجبتهم خديجة ـ رضي الله عنها ـ له كانوا قد ماتوا. ومن غير أن تكون له موارد كثيرة أخذ على عاتقه النهوض بأعباء أسرة ضخمة، ولكنه التزم دائمًا سبيل المساواة الكاملة نحوهن جميعًا، ولم يلجأ قط إلى اصطناع حق التفاوت مع أي منهن. لقد تصرف متأسّيًا بسنة الأنبياء القدامى ـ عليهم السلام ـ، مثل موسى وغيره، الذين لا يبدو أن أحدًا من الناس يعترض على زواجهم المتعدد. فهل يكون مرد ذلك إلى أننا نجهل تفاصيل حياتهم اليومية، على حين نعرف كل شيء عن حياة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ العائلية؟”(5

أضف تعليق